بستان الحب اخت فعالة
33 44
| موضوع: فضائل كلمة التوحيد السبت نوفمبر 27, 2010 8:02 pm | |
| فضائل كلمة التوحيد واعلموا عباد الله أن لهذه الكلمة فضائل عظيمة تفوق الحصر، منها: * أنها العروة الوثقى التي من تمسك بها نجا، ومن حرم منها هلك؛ يقول الله تعالى: }لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{. [سورة البقرة: 256]. * وهي العهد الذي ذكره الله تعالى في قوله: }لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا{ [مريم: 87]. والشفاعة لا ينالها إلا أهل «لا إله إلا الله» بعد أن يرضى الله عن المشفوع له ويأذن للشافع، وعهد الله مسئول. * وهي الحسنى التي قال الله فيها: }فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{ [الليل: 5-7]. * وقد وعد الله أهل الحسنى بالجنة وزيادة، وهي النظر إلى وجهه الكريم. قال تعالى: }لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ{ [يونس: 26]. * وهي كلمة الحق الثابتة؛ فأهلها على الحق وأعداؤها على الباطل، والحق أحق أن يتبع، يقول الله تعالى: }إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [الزخرف: 86]. * وهي كلمة التقوى التي ألزم الله بها رسوله وألزم بها الصحابة ، وكانوا أحق بها وأهلها، والتقوى وقاية من العذاب وعمل بالكتاب وسلامة من العتاب. يقول الله تعالى: }إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا{ [الفتح: 26]. * وهي القول الثابت الذي ثبَّت الله عليه الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأهل الثبات قليل؛ لأن الشيطان توعد الإنسان أن يأتيه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يدعو الله في سجوده أن يثبِّت قلبه؛ إذ يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». تقول له عائشة: يا رسول الله، لماذا تكثر من هذا الدعاء؟ قال: «القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء»، وعن هذا المعنى يقول الله تعالى: }يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ{ [إبراهيم: 27]. * وهي الكلمة الطيبة التي تثمر دوام العمل الصالح، وتثمر النفع، وتثمر صعود العمل إلى السماء، وتثمر الدفع بالتي هي أحسن. يقول تعالى: }ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا{ [إبراهيم: 24، 25]. * وهي الحسنة التي ذكرها الله في قوله: }مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ{ [النمل: 89]؛ فأهلها لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لهم الأمن وهم مهتدون. * وهي المثل الأعلى في السموات والأرض. * وهي الكلمة الباقية التي أوصى بها الأنبياء أولادهم، وجعلوها الميراث الذي ورثوها والخير الذي خلفوه، يقول الله تعالى: }وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلهُمْ يَرْجِعُونَ{. [الزخرف: 26-28]. * وهي أعلى شعب الإيمان؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». * وهي أفضل ما قاله النبيون، مع أن قولهم كلمة حق ولا ينطقون عن الهوى. يقول صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير». * وهي أفضل الذكر، وأفضل الدعاء الحمد. ففي الحديث: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله». * وهي أثقل شيء في الميزان؛ ففي حديث عبد الله بن عمرو: «إن الله سيخلص رجلاً من أمتي علي رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا، أظلمك كتبتي الحافظون، فيقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر. فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقول: أحضر وزنك. فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تُظلم. فتوضَع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء». * وهذه الكلمة تعدل عتق الرقاب، وحرز من الشيطان وحفظ منه؛ ففي الحديث: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يومه مائة مرة، فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل، وغفر له خطيئة، وكتبت له مائة حسنة، وكانت حرزًا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بمثل ما جاء به إلا من عمل أكثر منه». * وهذه الكلمة أثقل في الميزان من السموات والأرض؛ ففي الحديث «أن نوحًا قال لابنه عند موته: آمرك بـ (لا إله إلا الله)؛ فإن السموات السبع والأراضين السبع لو وضعت في كفه، و (لا إله إلا الله) في كفة، رجحت بهن (لا إله إلا الله)، ولو أن السموات السبع والأراضين السبع كن حلقة مبهمة لفصمتهن (لا إله إلا الله)». * وهي سبب في دخول الجنة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شاء». * وهي سبب من أسباب النجاة من النار؛ فقد سمع صلى الله عليه وسلم مؤذنًا يقول: الله أكبر. قال: «على الفطرة». فسمعه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: «خرجت بها من النار». وقال: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، حرم الله عليه النار». * وبهذه الكلمة يستقبل الإنسان الدنيا عندما يلقن الشهادة عند ولادته بالأذان في أذنه اليمنى، ويلقن هذه الكلمة عند موته؛ لتكون آخر كلامه. ولابد في هذه الكلمة من العلم بها والعمل والصدق؛ فبالعلم ينجو من التشبه بالنصارى الذين يعملون ولا يعلمون، وبالعمل ينجو من التشبه باليهود الذي يعلمون ولا يعملون، وبالصدق ينجو من التشبه بالمنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون. * * * * شروطها واعلموا أنه لابد لهذه الكلمة من شروط، كشروط الصلاة، وشروط الحج، وشروط العبادات جميعا. وشروط هذه الكلمة سبعة: 1- العلم أنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وصرف العبادة له؛ يقول تعالى: }فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ{ [محمد: 19]. 2- اليقين الذي يقتضي التيقن أن الله المعبود بحق لا غيره. يقول تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله{ [الحجرات: 15]. وفي حديث أبي هريرة رضى الله عنه : «من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة». 3- القبول لهذه الكلمة وعدم ردها؛ فلقد عرضت على قريش فردوها وقالوا: }أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ{ [ص: 5]. 4- الانقياد والاستسلام لله تعالى والسلامة من الشرك. قال تعالى: }وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ{ [الزمر: 54]. 5- الصدق؛ يصدق بها العبد ولا يكذب، ويصدق من جاء بها. يقول تعالى: }وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{ [الزمر: 33]، وفي الحديث: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار». 6- الإخلاص المنافي للشرك. يقول تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ{ [البينة: 5]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه دخل الجنة». وقال أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه». 7- المحبة: بأن يحب الكلمة، ويحب المستحق لها، ويحب في الله ويبغض في الله، ويوالي في الله ويعادي في الله؛ ففي الحديث: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...». فهذه سبعة شروط لابد منها حتى تتحقق الشهادة، وتقبل من صاحبها، وتؤتي ثمارها، وبغيرها لا ينتفع صاحبها، فها هم المنافقون يقولون: (لا إله إلا الله). ولكنهم لا يؤدون شروطها، فلم تنفعهم؛ بل هم في الدرك الأسفل من النار، وها هو فرعون يقول عند الموت: }آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ{ [يونس: 90] فلم تنفعه؛ بل أورد قومه النار }وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ{ [هود: 98]. اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله)، ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، وممن يحققها بشروطها. إنك سميع مجيب. لفضيلة الشيخ : سعد بن سعيد الحجري
| |
|
عاشقة تراب فلسطين اخت بارعة في النشاط
553 38
| موضوع: رد: فضائل كلمة التوحيد الجمعة ديسمبر 03, 2010 10:43 pm | |
| جزاك الله الجنه من الموضوعات الهامه | |
|