السؤال: أنا فتاة عمري 24 عاماً ولست متزوجة ولم يسبق لي أن تزوجت وبالتالي ليس لدي أي أولاد. وقد كنت فقدت كثيراً من وزني في العام الماضي مما تسبب في تدلي ثدييّ، فأصبح منظرهما كثدييّ امرأة أرضعت العديد من الصبيان.. لذلك فإن هذا الموضوع يقلقني كثيراً لأني أخشى أن يظن بي زوج المستقبل ظن سوء. كما أنني أخشى أيضاً أن ينصرف نظره الى نساء أخريات بسبب ذلك.. فهل يجوز لي أن أجري عمليه شدّ للثديين؟؟
الجواب :
الحمد لله
سبق مرارا في الموقع بيان أن جراحة التجميل منها ما هو مباح ، وهو ما كان لعلاج عيب أو إزالة تشوه ونحو ذلك ، ومنها ما هو محظور ممنوع ، وهو ما كان لمجرد التجميل .
وينظر جواب السؤال رقم : (
47694) ، (
108860) .
فما دامت العملية التي ستقومين بها هي لإزالة العيب الحاصل بسبب نقص الوزن ، فلا حرج من ذلك ، إذا لم يترتب عليها ضرر أعظم من الضرر الحاصل الآن .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
أحد زملائي تزوج بتوفيق الله وحمده ، وجاءني يقول : إن زوجته تريد عملية تجميل بالوجه والصدر ؛ لأن أنفها كبير وعريض ، وتريد تصغيره بطرق سهلة وصل إليها الطب الحديث ، فهل هذه العملية بها شك أو إثم ؟ علما أن عدم عملها قد يؤدي إلى مضايقة نفسية لبروز هذا العيب في وجهها .
فأجابوا : " إذا كان الواقع كما ذكر ، ورجي نجاح العملية ولم ينشأ عنها مضرة راجحة أو مساوية - جاز إجراؤها تحقيقا للمصلحة المنشودة ، وإلا فلا يجوز " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (25/59-60) .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
ما حكم الدين في إجراء عمليات إزالة التشوه الخلقي الموجود في الإنسان , سواء كان نتيجة مرض أو إصابات بحوادث أو موجود من حين الولادة , كإزالة الأصبع الزائدة وترميم محلها بشكل تظهر اليد طبيعية , وإزالة السن الزائدة مع تعديل بقية الأسنان حتى يعود الفم طبيعيا , ولصق الشفة المنشقة كشفة الأرنب وإعادتها طبيعية , وإزالة آثار الحروق والتشوهات الناتجة عنها , وتصحيح الأنف الأعوج والكبير الذي من شأنه إعاقة عملية التنفس , وتتميم الأذن الناقصة , وشد الجفون المتهدلة التي من شأنها إعاقة الرؤيا , وشد جلدة الوجه المترهلة حتى يبدو الوجه طبيعيا , وشد وتصغير الصدر الكبير للمرأة الذي من شأنه أن يشكل خطرا على العمود الفقري بسبب الثقل غير المتوازن من الأمام , وشد جلدة البطن المترهلة والعضلات الضعيفة في البطن التي من شأنها أن تسبب فتقا في العضلات الباطنية , وتصحيح المجاري البولية للذكور الذي من شأنه تلويث الثياب بالبول , وإزالة البقع المشوهة في الوجه , وإذابة الدهون والشحوم في الأشخاص البدينين التي من شأنها أن تسبب كثيرا من الأمراض كالسكر والضغظ وزيادة الدهون في الدم ؟ علما أن هذه العمليات التي يتم إجراؤها لا يعود فيها التشوه أبدا بإذن الله تعالى .
فأجاب : " لا حرج في علاج الأدواء المذكورة بالأدوية الشرعية , أو الأدوية المباحة من الطبيب المختص الذي يغلب على ظنه نجاح العملية لعموم الأدلة الشرعية الدالة على جواز علاج الأمراض والأدواء بالأدوية الشرعية أو الأدوية المباحة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (9 / 419-420)
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم عمليات " التجميل " التي تجريها المرأة ؟
فأجاب : " إذا كان لإزالة عيب فلا بأس . ما لم يكن فيه ضرر . حيث أن عرفجة - رضي الله عنه - اتخذ أنفاً من ذهب لما قُطع أنفه . مثال : شدّ الثديين المتهدلين " انتهى .
"ثمرات التدوين" (ص 133) .
والله أعلم .