خطبة الشيخ عـبد الله القرعـاوي
الحـمد لله المعـز لمـن أطـاعه واتبـع رضـاه،أوجـب صـلة القربى وأعـظم في ذلك الثـواب والأجـر، أحمـده سـبحانه وأشكـره، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك له، وأشـهد أن نبينا محـمدا عبده ورسـوله أمر بصـلة الرحـم وإن قـطعت ، صلى الله وسـلم وبارك عليه، وعلى آلـه وأصحـابه والتابعـين لهم بإحـسان إلى يوم الدين.
أما بعـد:عـباد الله :
اتقـوا الله تعـالى، واعلمـوا أن الله أمرنا بصـلة الرحـم كـما أمر من سـبقنا من الأمم،وهـي من الميـثاق الذي أخـذ على بني إسـرائيل.
قال عـز وجـل:
-(وَإِذْ أَخَـذْنَا مِيـثَاقَ بَنِي إِسْـرَائِيلَ لَا تَعْـبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْـسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَـتَامَى وَالْمَـسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّـاسِ حُـسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّـلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَـاةَ)- [البقرة/83].
ولما سـأل هـرقل ملك الروم أبا سـفيان عن رسـول الله صلى الله عليه وسـلم في مطلـع رسـالته ماذا يأمركـم به ؟ قال: يقـول: أعـبدوا الله وحـده ولا تشـركوا به شـيئا، واتركـوا ما يقـول آباءكـم، ويأمـرنا بالصـلاة والصـدق والعـفاف والصـلة.
ولقـد قرن الله الأمر بالتوحـيد والنهـي عن الشـرك، والإحـسان إلى الوالدين والأقربـين، فقال عـز وجـل: -(وَاعْـبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْـرِكُوا بِهِ شَـيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْـسَانًا وَبِذِي الْقُـرْبَى )- [النساء/36].
فصـلة الأرحـام حق لكـل من يمـت إليـك بصـلة نسـب أو قرابة،وكـلما كان أقرب كـان حقه ألزم وأوجـب.
رحـم الإنـسان هـم أولى النـاس بالرعـاية، وأحـقهم بالعنـاية،وأجـدرهم بالإكـرام والحـماية،وأسـاس التواصـل هو التواد والتراحـم، وإذا فـقد ذلك تقطـعت الأوصـال.
قال عـز وجـل:
-(وَالَّذِينَ يَنْقُضُـونَ عَهْـدَ اللَّهِ مِنْ بَعْـدِ مِيثَـاقِهِ وَيَقْطَـعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْـسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِـكَ لَهُمُ اللَّعْـنَةُ وَلَهُمْ سُـوءُ الدَّارِ)- [الرعد/25].
ويقول النبي صلى الله عليه وسـلم: «الرَّحِـمُ مُعَلَّـقَةٌ بِالْعَـرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَـنِي وَصَـلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَـنِي قَطَـعَهُ اللَّهُ» متفـق عليه( ).
صـلة الرحـم محـبة في الأهـل، ومثـراة في المـال، ومنـسأة في الأثر، وبركـة في الرزق، وتوفـيق في الحـياة، وعـمارة للديار، يكـتب الله بها العـزة،وتمتـلئ بها القلوب إجـلالا وهيـبة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَحَـبَّ أَنْ يُبْسَـطَ لَهُ فِي رِزْقِـهِ وَيُنْـسَأَ لَهُ فِى أَثَـرِهِ فَلْيَصِـلْ رَحِـمَهُ» متفـق عليه( ).
أفضل النفـقة: النفـقة على الأقـارب.
قال سـبحانه:
-(يَسْـأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِـقُونَ قُلْ مَا أَنْفَـقْتُمْ مِنْ خَـيْرٍ فَلِـلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِـينَ)- [البقرة/215].
ولقـد جـعل الله لذي القربى حـق في الأعـناق، يوفى بالإنفـاق،-(وَآَتِ ذَا الْقُـرْبَى حَـقَّهُ)- [الإسراء/26].
فليـس هـو تفضـلا إنمـا هو الحـق الذي فرضـه الله.
والصـدقة على المسكـين صـدقة، وعلى ذي الرحـم صـدقة وصـلة،
الصـدقة علـيهم ثوابها مبـرور، وأجـرها مضـاعف.
يقول النبي صلى الله عليه وسـلم : حـين سـئل عن إنفـاق زينب على زوجـها عبد الله ابن مسعود وأيتـام لها قال: نعـم لهـا أجـرها مرتين أجـر القـرابة وأجر الصـدقة ) رواه الترمـذي( ).
قريـبك منك إن أحـسنت إليه فإنمـا تحـسن إلى شـخصك،وإن بخـلت عليه فإنمـا تبخـل عن نفـسك، وإذا لم يجـد إنـسانا ما يؤدي به حـق الأقربـين: فلـيقل لهم قولا لـينا، ففـي القول الميسـور عوض وأمـل وتجـمل.
بصـلتهم تقوى المـودة، وتزيـد المحـبة، وتـتوثق عرى القـرابة، وتـزول العـداوة و الشـحناء.
صـلة الرحـم والإحـسان إلى الأقربـين، ذات مجـالات واسـعة ودروب شـتى: فمن بشـاشـة عند الـلقاء، ولـين في المعـاملة، إلى طيـب في القول، وطـلاقة في الوجـه، زيارات وصـلات وتفـقد.
والمعـنى الجـامع لذلك كـله:
إيصـال ما أمكـن من الخـير، ودفع ما أمكـن من الشـر، بدون تعصـب وهـوى، ورد للحـق والهـدى.
قال عـز وجـل:
-(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُـونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْـطِ شُـهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَـلَى أَنْفُسِـكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِـينَ إِنْ يَكُـنْ غَـنِيًّا أَوْ فَقِيـرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَـا فَلَا تَتَّبِـعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْـدِلُوا وَإِنْ تَلْـوُوا أَوْ تُعْـرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَـانَ بِمَـا تَعْـمَلُونَ خَـبِيرًا)- [النساء/135].
صـلة الرحـم أمارة على كـرم النفـس وحـسن الوفاء.
سـأل رجـل رسول الله صلى الله عليه وسـلم فقال:يا رسـول الله أخبرني بعـمل يدخـلني الجـنة ويباعـدني من النـار، فقال النبي صلى الله عليه وسـلم : «تَعْبـُدُ اللَّهَ لاَ تُشْـرِكُ بِهِ شَـيْئًا وَتُقِـيمُ الصَّـلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَـاةَ وَتَصِـلُ الرَّحِـمَ»( ).
فضـائل عـديدة وعـوائد عظـيمة،ومـع كـل ذلك ومـع هـذه الآيات والأحـاديث فإن في النـاس من تمـوت عـواطفه، ويغـفل عن الرشـد فـؤاده، فلا يلـتفت إلى أهـل، ولا يسـأل عن قـريب.
إن أسـرع الخـير ثوابا: البـر وصـلة الرحـم، وأسـرع الشـر عـقوبة: البغـي وقطـيعة الرحـم، ومع هـذا ترى من يـسارع إلى قطـع الرحـم، لنـزاع في وصـية وثلـث القريب، أو على شـبر من الأرض، أو لكـلمة تـفوه بها قريـبه، لو نطـق بها عـدوه لما عـاتـبه عليها.
إن ذوي الرحـم ليـسوا معـصومين، يتـعرضون للزلـل،وينطـقون بالخـطأ، وتصـدر منهم الهـفوة، ويقـعون في الكـبيرة، فإن بـدر مـنهم شيء من ذلك. فالـزم جـانب العـفو مـعهم، فإن العـفو من شـيم المحـسنين وما زاد الله عـبدا بعـفو إلا عـزا، وقـابل إسـاءتهم بالإحـسان واقـبل عـذرهم إذا أخـطأو.
لقـد فـعل إخـوة يوسـف مع يوسـف ما فعـلوا، وعـند ما اعـتذروا قـبل عـذرهم وصفـح عـنهم الصفـح الجـميل, ولم يوبخـهم بل دعا لهم وسـأل الله المغـفرة لهـم.
قال عـز وجـل عنه: -(قَـالَ لَا تَـثْرِيبَ عَلَيْكُـمُ الْيَوْمَ يَغْـفِرُ اللَّهُ لَكُـمْ وَهُـوَ أَرْحَـمُ الرَّاحِـمِينَ)- [يوسف/92].
غـض عن الهـفوات، وعـفو عن الـزلات، وإقـالة للعـثرات، ود وإخـاء، لـين وصـفاء،شـهامة ووفـاء، مـداومة على صـلة الرحـم ولو قطـعوا، ومبـادرة بالمغـفرة وإن أخـطأو، وإحـسان إلـيهم وإن أسـاءوا.
إن مقـابلة الإحـسان بالإحـسان مكـافئة ومجـازأة، ولكن الواصـل من يتفـضل على صاحـبه ولو أسـاء إليه.
يقول النبـي صلى الله عليه وسـلم : «لَيْـسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَـافِئِ وَلَكِـنَّ الْوَاصِـلَ الَّذِي إِذَا قُطِـعَتْ رَحِـمُهُ وَصَـلَهَا»( ).
وجـاء رجـل إلى النبي صلى الله عليه وسـلم فقال: يَا رَسُـولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَـرَابَةً أَصِـلُهُمْ وَيَقْطَـعُونِي وَأُحْـسِنُ إِلَـيْهِمْ وَيُسِـيئُونَ إِلَىَّ وَأَحْـلُمُ عَـنْهُمْ وَيَجْـهَلُونَ عَلَىَّ، فَقَالَ: «لَئِـنْ كُـنْتَ كَـمَا قُلْتَ فَكَـأَنَّمَا تُسِـفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَـكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِـيرٌ عَلَـيْهِمْ مَا دُمْـتَ عَلَى ذَلِكَ»( ).
إن الصفـح عنهم، ونسـيان معايـبهم وإن لم يعـتذروا:من كـرم النفـس،
وعلو الهـمة.
ومن لم يعاشـر النـاس على لزوم الإغـضاء عما يتـأثرون من المكـروه: وترك التوقـع لما يأتون من المحـبوب:كـان إلى تكـدير عيـشه أقرب منه إلى صـفائه، وإلى أن يدفـعه الوقت إلى العـداوة والبغـضاء أقـرب منه أن ينـال منهم الود وترك الشـحـناء.
عـباد الله :أيهـا المسـلم:
تجـنب الشـدة في عـتاب الأرحـام،فالكـريم يعـطي الناس حـقوقهم ويتـغاضى عن حـقه.
تحمل عـتاب الأقـارب واحمـله على أحـسن المحـامل،فهذا أدب الفضـلاء ودأب النـبلاء، وإن من تمَّـت مروءاتهم وكـملت أخـلاقهم من وسـعوا الناس بحـلمهم.
فاتـقوا الله عـباد الله:
وصـلوا أرحـامكم، وقدمـوا لهم الخـير ولو جـفوا، وصـلوهم وإن قطـعوا،يدم الله عليكـم بركـاته، ويـبسـط لكـم في أرزاقكـم، ويـبارك لكـم في أعمالكـم.
قال عـز وجـل:
-( وَأُولُـو الْأَرْحَـامِ بَعْـضُـهُمْ أَوْلَى بِبَعْـضٍ فِي كِـتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُـلِّ شَـيْءٍ عَلِـيمٌ)- [الأنفال/75].
بـارك الله لي ولكـم في القـرآن العظـيم، ونفعـني وإياكـم بمـا فيه من الآيـات والذكـر الحكـيم، أقول قولي هذا وأسـتغفر الله لي ولكـم ولسـائر المسـلمين من كل ذنب،فاسـتغفروه وتوبوا إليـه إنه هو الغـفور الرحـيم.
الخطبة الثانية
الحـمد لله رب العالمـين ، أحمـده سـبحانه وأشكـره،وأشـهد أن لا إلـه إلا الله وحـده لا شـريك له، وأشـهد أن نبـينا محـمدا عـبده ورسوله صلى الله وسـلم وبارك عليه، وعلى آلـه وأصحـابه والتابعين لهـم بإحـسان إلى يوم الـدين.
أما بعـد: عـباد الله :
اتقـوا الله تعالى وأطـيعوه.
أيها المسـلم: رحمـك لا يمـلك على القـرب ولا ينسـاك في البعـد،وإن دنـوت مـنه دانـاك، وإن بعـدت عـنه راعـاك،وإن اسـتعنت به أعـانك،وإن احـتجـت إليه رفـدك.
مـودة فـعله أكـثر من مـودة قـوله،ولا فكـاك لك عـنه، فعـزه عـز لـك،وذلـه ذل لـك،
معـاداة الأقـارب شـر وبـلاء، الرابـح فيهـا خاسـر، والمنتـصر مهـزوم، وذات البـين إذا لم تُصـلَح ويـبادر إلى إصلاحـها فشـرها يسـتطير، وبنـار بـلاءها يكـتوي الجـميع.
يقـول ابن عـباس رضي الله عنه : احـفظوا أنسـابكم تصلوا أرحـامكـم فإنه لا بُعـد للرحـم إذا قَـرُبت وإن كـانت بعـيدة، ولا قـربى بهـا إذا بَعُـدت وإن كـانت قريـبة، وكـل رحـم آتـية يوم القـيامة أمام صاحـبها تشـهد له بصـلة إن كـان وصـلها وعليه بقطـيعة إن كـان قطـعها( ).
ومن الكـبائر: أن يقطـع المرء رحمـه ولا يصـل قرابـته، لقـد قـرن الله ذلك بالإفسـاد في الأرض فقال:
-(فَهَلْ عَسَـيْتُمْ إِنْ تَوَلَّـيْتُمْ أَنْ تُفْسِـدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّـعُوا أَرْحَـامَكُمْ(22)أُولَئِـكَ الَّذِينَ لَعَـنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَـمَّهُمْ وَأَعْـمَى أَبْصَـارَهُمْ)- [محـمد/22-23].
فالصـفات المذمـومة تـتوالى على قاطـع الأرحـام، وهاجـر الأقـارب:
فهـم تارة من الفاسـقين، وطـورا من الخـاسـرين، إذا كانوا كما وصفـهم الله بـقوله: -( يُضِـلُّ بِهِ كَثِـيرًا وَيَهْـدِي بِهِ كَثِـيرًا وَمَا يُضِـلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِـقِينَ (26)الَّذِينَ يَنْقُـضُونَ عَـهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَـاقِهِ وَيَقْطَـعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِـدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِـكَ هُمُ الْخَـاسِـرُونَ)- [البقرة/26-27].
إن الدافـع للقطـيعة: هو الجـهل بعواقـبها العاجـلة والآجـلة، والجـهل بفضـائل وصـلها، وإن ذلك من ضـعف اليقـين ورقـة الدين، ومن الشـح والبخـل والاشـتغال بالدنيا، واللهـث وراء حـطامها، فلا يجـد هـذا اللاهـث وقـتا يصـل به قرابـته ويـتودد إليـهم.
قطـيعة الرحـم ذنب عظـيم، تفـصم الروابـط، وتبعـث على التناحـر، وتشـيع البغضـاء والشـنآن، مزيلـة للألـفة والمـودة، مؤذنـة بـزوال النعـمة، وسـوء العاقـبة،وتعجـيل العقـوبة.
يقول النبـي صلى الله عليه وسـلم : «لاَ يَدْخُـلُ الْجَـنَّةَ قَاطِـعٌ»( ).
عقـوبتها معجـلة في الدنيا قبل الآخـرة.
يقـول النبي صلى الله عليه وسـلم :
«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْـدَرُ أَنْ يُعَجِّـلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِـبِهِ الْعُقُـوبَةَ فِي الدُّنْيَا – مَـعَ مَا يَدَّخِـرُ لَهُ فِي الآخِـرَةِ - مِن الْبَغْـي وَقَطِـيعَةِ الرَّحِـمِ»( ).
القطـيعة سـبب للذلـة، والصغـار والتفـرد، جـالبة للهـم والغـم، قاطـع الرحـم يشعر بقطـيعة الله له مهما صادف من مظاهـر التبجـيل،بالقطـيعة تتـفكـك العـرى، وتنحـل الروابط.
يقول الحـسن البصري رحمـه الله : (إذا أظهر الناس العـلم وضيعـوا العـمل وتحـابوا بالألسـن وتقاطـعوا بالأرحـام لعـنهم الله فأصـمهم وأعمـى أبصـارهم).
لقد كـان الصحـابة يسـتوحـشون من الجـلوس مع قاطـع الرحـم.
ففي الأدب المفـرد : أن أبا هـريرة رضي الله عنه جـاء عـشية الخـميس ليلـة الجـمعة فقال: أحـرج على كـل قاطـع رحم لمـا قام من عـندنا ،فلم يقـم أحـد حـتى قال ثلاثا، فأتى فـتى عـمة له قد صـرمها يعني تركـها منذ سـنتين فدخـل عـليها فـقالت له : يا ابن أخـي ما جـاء بك قال: سمـعت أبا هـريرة يقول كـذا وكـذا قالت : ارجـع إليه فاسـأله لم قال ذلك ، قال: سمـعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم : إن أعـمال بني آدم تعـرض كل خمـيس ليلة الجـمعة فلا يقبل عـمل قاطـع رحـم ( ).
وكـان ابن مسـعود رضي الله عنه جـالسـا في حـلقة بعد الصبـح فقـال: (أنشد الله قاطـع رحـم لما قام عنـا فإنا نريد أن ندعـوا ربنا وإن أبواب السـماء مرتجـة- أي مغـلقة- دون قاطـع رحـم).
عـباد الله :
إن لحـسن الخـلق تأثـيرا في الصـلة، وله أثر عظـيم فيها فتعـاهد أقـاربك،
أكـرم كـريمهم،وعـد سـقيمهم،ويسـر على معسـرهم، ولا يكـن أهـلك أشـقى الخـلق بك.
فاتقـوا الله عـباد الله: وصـلوا أرحـامكم، فحـق القـريب رحـم موصـولة،وحـسنات مبـذولة، وهفـوات محـمولة،وأعـذار مقبـولة.
يقول النبي صلى الله عليه وسـلم : «يأيها النـاس أطعـموا الطعـام وأفشـوا السـلام وصِـلوا الأرحـام وصلوا بالليـل والنـاس نيام تدخـلوا الجنة بسـلام» ( ).
عـباد الله :
-(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَـتَهُ يُصَـلُّونَ عَلَى النَّبِـيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَـنُوا صَـلُّوا عَلَيْهِ وَسَـلِّمُوا تَسْـلِيمًا)- [الأحزاب/56].
وأكثروا عليه من الصلاة يعـظم لكـم ربكـم بها أجـرا، فقد قال صلى الله عليه وسـلم: «مَنْ صَـلَّى عَلَىَّ صَـلاَةً صَلـَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْـرًا»( ).
اللهم صل وسـلم وبارك على عـبدك ورسـولك نبينا محـمد صاحـب الوجـه الأنور والجـبين الأزهـر، وارض اللهم عن الأربعـة الخـلفاء أبي بكـر وعـمر وعـثمان وعـلي، وعن سـائر أصحـاب نبـيك أجمـعين وعن التابعـين، ومن تبعهم بإحـسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسـلام والمسـلمين، وأذل الشـرك والمشـركين، ودمر أعـدائك أعـداء الدين، وانصر عـبادك الموحـدين، واحـم حـوزة الدين.
اللهم انصـر دينك وانصـر من نصـر دينك، واجـعلنا من أنصـار دينـك،
يا رب العالمـين.
اللهم إنا نعـوذ بك من شـر اليهـود والنصـارى والرافـضة، اللهم إنا نجـعلك في نحـورهم، ونعوذ بك اللهم من شـرورهم.
اللهم وآمنـا في دورنا وأوطانـنا وأصلـح ووفـق ولاة أمورنا.
ربنا آتنـا في الدنيا حـسنة وفي الآخـرة حـسنة وقـنا عذاب النـار.
اللهم اغـفر لنا ولآبائـنا ولأمهاتـنا، ولأولادنا ولأزواجـنا، ولإخـواننا ولأخـواتنا، ولأعمـامنا ولعـماتنا، ولأخـوالنا ولخـالاتنا، ولجـميع المسـلمين والمسـلمات، والمؤمنـين والمؤمنـات الأحـياء منهم والأموات.
اللهم صل وسـلم وبارك على عـبدك ورسـولك نبينا محـمد، وعلى آله وأصحـابه أجمـعين .