هناك كثير من المعتقدات الراسخة لدى الناس حول ما هو جيد أو ما هوسييء لصحة الإنسان، إلا أنها ليست في حقيقة الأمر صحيحة، إذْ يثبت لاحقاً، وبطريقةعلمية، أنها غير صحية، وتُصنف بالتالي لدى الوسط الطبي على أنها «خرافات طبية» medical myths. والإشكالية فيها، كما قالت الدكتورة راشيل فريمان، ضمن العددالمعنون بعدد الكرسمس والصادر في 22 ديسمبر الماضي للمجلة الطبية البريطانية، أنحتى بعض الأطباء مخدوع بها، ويكرر إلقاءها على مسامع من يسأله عنها! دعونا نستعرضأسئلة من نوع، هل على الإنسان أن يتناول، على أقل تقدير، 8 كؤوس من الماء يومياً؟هل صحيح أننا لا نستخدم إلا أقل من 10% من أدمغتنا؟ هل القراءة تحت ضوء خافت شيءيُسهم في إضعاف قوة الإبصار لدى المرء؟ هذه ثلاثة من سبعة أسئلة صحية مطروحة بشكللافت، ويتداول الناس حولها إجابات يرونها لا تقبل التشكيك بالنسبة لهم. لكن السؤال: هل هذه الإجابات صحيحة؟ وهل ثمة أدلة علمية تدعم صحة هذه المعتقدات الصحية؟ مايُقال، كأمر مؤكد لا يقبل النقاش، أن على المرء أن يتناول 8 كؤوس من الماء يومياًعلى أقل تقدير، وأننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا، وأن الشعر والأظافر يستمران فيالنمو حتى بعد وفاة الإنسان، وأن حلاقة الشعر تُسهم في زيادة سرعة نموه وزيادة غمقلونه وزيادة خشونته وغلظته، وأن القراءة تحت ضوء ضعيف تقلل من قوة إبصار العينين،وأن تناول لحم الديك الحبش (الرومي) يُؤدي إلى النعاس، وأن الهاتف الجوال يتسبب فيإيجاد حقل من الطاقة الكهرومغنطيسية القادرة على إحداث تشويش على الأجهزة فيالمستشفيات.
وحاولت الدكتورة فريمان والدكتور أرون كارول، من كلية الطببجامعة أنديانا الأميركية، توضيح حقيقة صحة هذه الأمور الطبية السبعة، وتوصلوا إلىأنها كلها خرافات لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
التناول اليومي للسوائل
* لا يوجد أي دليل علمي على أن الحاجة اليومية للجسممن السوائل يجب تأمينها من الماء بكمية لا تقل عن 8 كؤوس منه، بل على العكس، تقولالدراسات أن غالبية الناس يحصلون على كفاية حاجتهم اليومية من السوائل عبر تناولالعصير والحليب والمشروبات المحتوية على الكافيين، كالشاي والقهوة. وعلى حد قولالباحثين فإن ثمة أدلة علمية على أن الإكثار إلى حد كبير من شرب الماء له آثار صحيةخطيرة.
واضافا إن أصل هذه الخرافة الطبية هو تلك النصائح الصادرة عام 1945والقائلة إن المناسب للبالغين هو تناول لترين ونصف لتر يومياً من السوائل وأن معظمهذه السوائل يأتي ضمن الأطعمة. وحينما يتم حذف الجزء الثاني من الجملة، فإن المرءيتصور أن عليه تناول كمية لترين ونصف لتر من السوائل، ككمية منفصلة عن تلك التيتشتمل عليها الأطعمة من سوائل.
استخدام الدماغ :
* وهذه إحدى أكبر الخرافات المتداولة بين الناس وبين البعض فيالوسط الطبي. ولو كان صحيحاً أن المرء على أفضل تقدير يستخدم فقط 10% من دماغه لماكان هناك من معنى للطرفة التي تقول أن أحدهم حينما أرادوا بيع دماغ فلان من الناس،وجد أن ثمنه عالياً، بسبب أنه لم يستخدمه بعد، إذْ لا فرق بين من لم يستخدمه مطلقاًوبين من أقصى ما يستخدمه منه هو 10% فقط! والدراسات الإكلينيكية التطبيقية التياستخدمت وسائل متقدمة جداً للتصوير الوظيفي لعمل أجزاء الدماغ لم تُظهر أن ثمةمناطق خاملة لا تتفاعل أو لا تعمل على الإطلاق. بل حتى تلك التقنيات الدقيقة التيفحصت مدى النشاط على مستوى الخلايا الدماغية، لم تجد أن ثمة فراغات أو أجزاء غيرنشطة.
وحتى الفحوصات التي يتم إجراؤها على منْ أُصيبوا بتلف في أجزاء منالدماغ، جراء إصابات الحوادث أو الجلطات في الأوعية الدموية الدماغية، لا تتوافقنتائجها مع منْ يقولون بأن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من طاقة دماغه، لأنها أثبتتأن تلك المناطق التالفة لا تزال لديها مستويات من النشاط.
ولعل أصل هذهالخرافة الطبية يعود إلى أكثر من 100 عام مضت حينما أطلقها بعض الباحثين لأسبابمجهولة ودون توفر تقنيات لتقييم عمل أجزاء الدماغ. وثمة من يدعي أن مصدر الخرافةهذه هو العالم ألبرت أنشتاين، إلا أنه لا يُوجد فيما تركه لنا أي دليل يدعم ذلك. والملاحظ أن أكثر الناس استخداماً لهذه الخرافة هم أولئك الذين يعملون على تقديممقترحات وبرامج لتحسين القدرات الذاتية في الذكاء والتفكير وتنظيم الحياةاليومية.
الشعروالأظافر : * وهذه خرافةلعل أكثر مستخدميها هم المصدرون لأفلام الرعب والحياة في المقابر أو الكهوف أوغيرها. وربما أصلها هو ذلك الخداع والوهم البصري الذي يُصور الأظافر والشعر بأنهزاد طولاً بعد الوفاة، نتيجة لانكماش الجلد وفقده للسوائل فيه. ولذا تبدو الأظافرأطول والشعر أطول على جثث المومياء.
والصحيح أن نمو الأظافر ونمو الشعر ينتجعن تفاعلات حيوية وهرمونية في الجسم الحي، وهي تزول بالوفاة، وبالتالي يتوقف نموالشعر والأظافر آنذاك.
خشونةالشعر :
* الخرافة الاخرىهي خشونة الشعر بعد الحلاقة. وهنا أيضاً يقول الباحثان إن خداعاً بصرياً يحصل عندرؤية الشعر النامي بعد الحلاقة، لأن الشعر حينما يُترك لينمو ويطول، دون أن تتمحلاقته، فإن سُمكه يتناقص عند نهايات أطرافه، ولذا يبدو هذا الشعر رقيقاً بالمقارنةمع سُمك بدايات نمو الشعر من تحت الجلد. ومعلوم بداهة أنه كلما تمت حلاقة الشعر،كلما بقي ينمو بنفس السُمك دون أن يُترك لينمو طويلاً ويرق سُمكه.
وأضافالباحثان أن الشعر الذي خرج من الجلد يكون ميتاً ذلك الحين، أي غير قابل للزيادة فيسُمكه بخلاف الشعر الذي يمر بعملية التكون في منطقة ما تحت الجلد. وكلما طال الشعرفإنه يتعرض بشكل أكبر لأشعة الشمس وللتفاعل مع المواد الكيميائية في الهواء، مايُخفف من غمق لونه ويجعله باهتاً وأقل لمعاناً. في حين أن حلاقة الشعر تدفع إلىتكوين شعر جديد لم يتأثر بعد بأشعة الشمس أو الملوثات في الهواء، ما يجعله يبدوغامقاً.
القراءة والضوءالخافت
* المخاوف من أنتتسبب القراءة تحت ضوء خفيف في ضرر على قدرات النظر ربما مبعثها الشعور بالإجهاد فيالعينين حال القراءة والتركيز البصري في وجود إضاءة ضعيفة. والسبب هو أن الإضاءةالضعيفة تجعل من الصعب على العين التركيز في النظر كما أن العين تلجأ آنذاك إلىتقليل تكرار حركة إغلاق الجفن، أو رمش العين، ما يُؤدي إلى جفاف العين.
ومايُؤكده الاختصاصيون في طب العيون هو أن القراءة حال وجود ضوء ضعيف لا يتسبب في تلفأو ضعف في قدرات الإبصار، بل قد يتسبب في الإجهاد المؤقت الذي لا يؤدي إلى تغيراتدائمة في العين.
تناول الديكالرومي
* وقال الباحثانإن أصل فكرة تسبب تناول لحم الديك الرومي (الحبش) في حالة من النعاس، هو المعرفةبأن أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات في لحومه، هو تريبتوفان tryptophan. ومعلوم أن تريبتوفان له علاقة بالاستغراق في النوم وله دور في تقلبات المزاج نحوالخمول كما أنه يتسبب في النعاس.
إلى هنا لا توجد مشكلة، إلا أن المشكلة هيأن لحم الديك الحبش يحتوي على كمية من تريبتوفان مقاربة لتلك الموجودة في لحمالدجاج أو لحم العجل! بل الأشد هو أن مصادر أخرى للبروتينات مثل بعض أنواع الجبن،تحتوي على كميات عالية من تريبتوفان، تفوق تلك الموجودة في لحم الديكالرومي.
كما أن كثيراً من الخبراء يقولون إن تأثيرات مادة تريبتوفانالبروتينية، الموجودة في لحم الديك الرومي، على الجسم تعتمد على مدى وجود كميات منأطعمة أخرى في موائد حفلات تناول الديك الحبش. ومعلوم أن تناول كميات كبيرة منالطعام يُؤدي إلى نقص توفير الأوكسجين للدماغ، ما يُشعر الإنسانبالنعاس.
تشويش الهاتفالجوال
* وأكد الباحثانعلى وجود أدلة ضعيفة وقليلة لإثبات تلك الخرافة التي تقول بأن الهاتف الجوال يُشوشعلى أجهزة المستشفيات. وتتبع الباحثان مصدر الأمر، ووجدا مقالة نُشرت في الصفحةالأولى من مجلة وول ستريت جورنال ضمت مائة تقرير حول احتمالات حصول تشويش فيما بينالهاتف الجوال قبل عام 1993. وبعدها، على حد قول الباحثين، منعت المستشفيات استخدامالهاتف الجوال فيها. وأكد الباحثان على أن القليل من الأدلة علمية ما يدعم تلكالنصيحة. وكمثال قال الباحثان إن الدراسات القديمة في بريطانيا أوضحت أن استخدامالهاتف الجوال تسبب في تشويش عمل 4% من الأجهزة، حينما يكون الهاتف الجوال بقربهالمسافة أقل من متر. وأن 0,1 % منها كان تشويشا واضحاً.
وأشارت دراسة أحدث،أجريت في عام 2007، إلى أن الهاتف الجوال لن يتسبب في أي تشويش في 300 تجربة تمت في 75 غرفة معالجة طبية. وأن الباحثين في هذه الدراسة قالوا إن احتفاظ العاملين فيالمستشفيات بهواتفهم الجوالة قلل من الأخطاء الطبية وسهّل التواصل معهم عند الحاجةإليهم
منقوووووووول
ودمتم بأفضل حال
وكل عام وأنتم بخير
نور الايمان اخت بارعة في النشاط
579 39
موضوع: رد: خرافات طبية الخميس يوليو 21, 2011 8:40 am