خطـبة الشـيخ عبد الله القرعـاوي
الحمد لله وعد المحسنين خير الجزاء أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : عباد الله :
اتقوا الله تعالى وأطيعوه واشكروه، وقوموا بشكر والديكم وقد أمركم ربكم بذلك بقوله عز وجل : -(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)- [لقمان/14] فمن شكر الله، ولم يشكر لوالديه، لم يتم شكره لله، فالأمر بالإحسان إلى الوالدين أمر إلهي متقدم، كتبه الله على الأمم الماضية كما قال عز وجل : -(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)- [البقرة/83]
كما أثنى الله تعالى على الأنبياء، وخص بالذكر منهم يحيى عليه السلام لأنه كان بارا بوالديه على كبر سنهما، والبر في وقت الحاجة أعظم منه في غيره، والحاجة لا تتحق غالبا إلا في سن الشيخوخة والضعف، قال عز وجل : -(وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا)- [مريم/14]
كما ذكر الله عيسى عليه السلام لتفانيه في خدمة أمه، واعتزازه ببرها واعترافه بفضلها، وخفض الجناح لها، قال سبحانه عنه : -( وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا )- [مريم/32]
والأمر بالإحسان إلى الوالدين عام مطلق، يدخل تحته ما يرضي الابن، وما لا يرضيه من غير احتجاج ولا جدال ولا مناقشة، وهذا أمر هام جدا يجب الانتباه إليه، لأن كثيرا من الأبناء يغفلون عنه، إذ يحسبون أن البر فيما يعجبهم ويوافق رغباتهم، والحقيقة على خلاف ذلك، فالبر لا يكون إلا فيما يخالف هواء الابن وميوله غالبا، ولو كان فيما يوافق هواه لم يسمى بارا.
روى البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من مسلم له والدان مسلمان، يصبح إليهما محتسبا، إلا فتح الله له بابين يعني من الجنة وإن كان واحد فواحد وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه قيل : وإن ظلماه ؟ قال : وإن ظلماه( ).
وشروط البر ثلاثة:
الأول : أن يؤثر الولد رضا والديه على رضا نفسه وزوجته وأولاده وغيرهم من الناس .
الثاني : أن يطيعهما في كل ما يأمران به وينهيانه عنه سواء، وافق رغبته، أم لم يوافقها، ما لم يأمراه بمعصية الله تعالى .
الثالث : أن يقدم لهما كلما يلحظ أنهما يرغبان فيه، من غير أن يطلباه منه، عن طيب نفس وسرور، مع شعوره بتقصيره في حقهما ولو بذلا لهما ما له كله.
عباد الله :
رضا الوالدين مقدم على رضا الزوجة، ومن الناس من يكرم زوجته، ظانا فيها منتهى الوفاء، ويهين أمه ناظرا إليها نظرة العداء
روى أبو داوود والترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كَانَتْ تَحْتِى امْرَأَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ لِى طَلِّقْهَا فَأَبَيْتُ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «طَلِّقْهَا»( ).
وفي صحيح مسلم عن أسير ابن جابر قال : (كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نَعَمْ . قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ قَالَ: نَعَمْ.قَالَ فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ». فَاسْتَغْفِرْ لِي. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ. قَالَ: الْكُوفَةَ. قَالَ: أَلاَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا. قَالَ: أَكُونُ فِى غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ) الحديث( ).
وروى عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في الشعب وهو مرسل عن يحيى بن أبي كثير قال : لما قدم موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا قال : «ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا قالوا : تركناها في أهلها قال : فإنها قد غفر لها قالوا : بما يا رسول الله قال : ببرها بوالدتها قال: كانت لها أم عجوز، فجاءهم النذير أن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحمل عليه أمها، فعمدت إلى أمها فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء، حتى نجت»( ).
اللهم أغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم أغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم أغفر لآبائنا وأمهاتنا.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين أمر بالاستقامة، ووعد جزيل الثواب، أحمده سبحانه وأشكره، وشكره واجب على جميع العباد، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا بسنته واستقاموا على دينه.
أما بعد : عباد الله :
اتقوا الله تعالى، واحذروا من حقوق الوالدين، فإنه من كبائر الذنوب، فإن بعضا من الأبناء قد يحصل منه العقوق وهو لا يدري أنه من العقوق، فتجد أحدهم لا ينفذ أمر أمه إلا إذا دعت عليه ورفعت صوتها عليه، ولا يلبي طلب أبيه إلا إذا عبس في وجهه وقطب.
عباد الله :
إن إبراهيم عليه السلام بلغ بره بأبيه مبلغا عظيما، كان يدعو أباه آزر إلى الجنة، ويدعوه أبوه إلى النار، يدعو أباه إلى عبادة الله وحده، وهو يدعوه إلى عبادة الأصنام، يغضب أبوه ويهدده ويتوعده كما قال تعالى : -(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)- [مريم/46] فيأخذ إبراهيم بالخلق والرفق -(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي)- [مريم/47]. إن الحياة دين وقضاء، والجزاء من جنس العمل فلقد رزق الله إبراهيم عليه السلام إسماعيل عليه السلام، فبلغ من البر بأبيه ما لم يبلغه أحد في طاعة والديه، كما ذكر الله عز وجل ذلك في كتابه المبين فقال تعالى : -(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)- [الصافات/101].
قال ابن كثير رحمه الله : قوله تعالى : -(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)- [الصافات/102] بمعنى شب وارتجل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل -( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات/102] ورؤيا الأنبياء وحي وإنما أعلم ابنه إسماعيل بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله وطاعة أبيه -( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)- [الصافات/102] أي امض لما أمرك الله من ذبحي -( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)- [الصافات/102] أي سأصبر وأحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق صلوات الله وسلامه عليه فيما وعد -(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)- [الصافات/103] فلما تشهد وذكر الله تعالى إبراهيم على الذبح والولد شهادة الموت وقيل أسلما يعني استسلما وانقادا إبراهيم امتثل أمر الله وإسماعيل طاعة لله تعالى ثم لأبيه -ومعنى تله للجبين أي صرعه على وجهه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه- قال ابن عباس وغيره : تله للجبين أكبه على وجهه وقيل وتله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال له : يا أبتي إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه -(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)- [الصافات/104 - 105] فالتفت إبراهيم فإذا بكبشٍ أقرن أعين قال تعالى : -(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)- [الصافات/107] وقوله تعالى : -(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا)- [الصافات/105] أي قد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك لولدك للذبح، وذكر الصُدِيُ وغيره أنه أمرَّ السكين على رقبته فلم تقطع شيئا بل حال بينها وبينه صفحة من نحاس ونودي إبراهيم عليه السلام -(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)- [الصافات/105] أي هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره والشدائد ونجعل لهم من أمرهم فرجا ومخرجا -(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ)- [الصافات/106] أي الاختبار الواضح الجلي، حيث أُمر بذبح ولده فسارع إلى ذلك مستسلما لأمر الله منقادا لطاعته ولهذا قال تعالى : -(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)- [النجم/37]
وقال تعالى عن أكبر إخوة يوسف : -( قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)- [يوسف/80]
أيها الأولاد:
الوالد لا يرضيه إلا أن يرى من ابنه إقبالا عليه بقلبه ونفسه، وانصياعا منه لأمره، وسعيا لتحقيق ما يسره ويبهجه، وغاية البر أن يقضي الولد له حاجته من غير أن يسأله والده قضاءها، ويقدم إليه ما لا يبين له حاجته إليه ويعطيه من غير أن يطلب منه، فرضى الوالدين خير من الدنيا وما فيها لئن كان الوالد شجرة وارقة تأوي إلى ظلها، وحصن منيع تلوذ به، وسيف قاطع يذب عنك، وراع يحميك، يسدي إليك الحكمة التي تبصرك بشؤون دينك ودنياك، فإذا فقدته فقد خسرت كل هذه النعم، وكم نعمة لا يعرف المرء قيمتها إلا بعد زوالها.
أنصف أيها الولد العاقل: لو أن أباك مرض يوما، هل تهجر فراشك ليلا؟ وتعطل عملك نهارا؟ وتلزم سريره؟ كما لو كنت أنت المريض؟ ولو أنه تأخر ساعة عن موعد حضوره إلى الدار مساء يوم فهل تقلق عليه وتضطرب ؟ وتحسب لتأخره ألف حساب كما لو تأخرت أنت؟ كم تخطئ معه فيصفح عنك؟ وكم يرى منك ما يسوءه فيتغاضى عنك.
إن أبسط كلام العقوق كلمة "أف"، وأبسط نظراته نظرة الغضب، والدك أشفق الناس عليك، وأرأفهم بك، وأكثرهم حبا لك، أفيجوز لمن كانت هذه حاله أن تعصي أمره ؟ وما يأمرك إلا بخير، وتتأفف من تصرفاته، وهو أدرى منك بما هو الأصلح لك، وتنظر إليه نظرة اشمئزاز إن رأيت منه ما لا يرضيك، ليس من الأدب أن ترد يدك في فم من هو أكبر منك- أي أن تجاوبه أو أن تصوب إليه نظرة احتقار واستهتار- فكيف بأبيك؟ ورضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخط الوالدين.
أيها الابن:
عليك أن تخفض صوتك، وتغض من طرفك، وتلين قلبك، إذا ثار أبوك وغضب أنظر إلى أبيك نظرة المحب الرحيم، الخجل المتواضع، وعليك أن تستغل الإجازة في مضاعفة البر، ولا تسافر من غير ضرورة إلا بإذنه.
أيها الأبناء:
اتقوا الله تعالى في آبائكم، وأدوا إليهم حقوقهم، وأجهدوا أنفسكم في كسب رضاهم، فهم الذين بذلوا أموالهم وأوقاتهم من أجلكم، وهم الذين أعطوكم من غير من ولا أذى، ويتمنون طول حياتكم، وتعطونهم أيها الأبناء مع المن والأذى، مرتقبين لمماتهم، أطيعوهم والتزموا الأدب معهم، ولا ترفعوا أصواتكم فوق أصواتهم، ولا تنظروا إليهم بعين الغضب والاشمئزاز.
عباد الله :
-(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)- [الأحزاب/56]
وأكثروا عليه من الصلاة يعظم لكم ربكم بها أجرا فقد قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»( ).
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحابك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين.
اللهم وآمنا وفي دورنا وأوطاننا، وأصلح ووفق وولاة أمورنا. -( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )- [البقرة/201].
اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
-(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ(180)وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ(181) والحمد لله رب العالمين(182)[الصافات/182-180].