نور الايمان اخت بارعة في النشاط
579 40
| موضوع: تفاصيل سقوط القدس فى يونية 67 الخميس يونيو 09, 2011 2:17 pm | |
| تفاصيل سقوط القدس فى يونية 67 * عبد الناصر يطلب الانسحاب من الضفة الغربية6 * يونية* لتسقط القدس* 7* يونية الخميس, 09 يونيو 2011 19:24
[color:9e03=#666] عصام دراز مؤرخ عسكري لأننا امة لا تتعلم*. فإنني أكتب هذه الرسالة إلي الأمة التي لا تقرأ وأعرف أنها لن تقرأ*. وإذا قرأت لن تفهم وإذا فهمت لن تفعل شيئا .سوي الصراخ* . وقصائد الشعر*. رغم ذلك لابد أن أكتب*.. هذا هو الوصف التفصيلي لسقوط مدينة القدس في يونية* 67*.* تقرأ التمزق والانهيار في جانب رغم البطولات الفردية للوحدات والأفراد*. وتقدم وثائق مدروسة علي أسس علمية وإرادة تاريخية نافذة استغلت كل ظروف النجاح*.. قاتل كل من استطاع أن يقاتل من الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية الشعبية المحدودة وغير المنظمة*. أنت أمام تخبط سياسي عربي*. من بداية أحداث* 67* المفتعلة*. ثم إدارة الحرب السياسية*. لقد حاول الملك حسين أن يسير مع التيار المتحمس خوفا علي عرشه وعلي سمعته الدولية لكي لا يبدو انهزاميا*. ولكنه دفع ثمن أخطاء* غيره بصورة لا يتصورها عقل*. لقد أقنعه عبد الناصر بإصدار بيان مشترك عن اشتراك قوات أمريكية وبريطانية بجانب إسرائيل*. وصدر البيان الذي يعتبر الآن تاريخياً* سقطة تاريخية مؤسفة*. فاختلاق الأكاذيب لا يصنع الأبطال*. ولن يدمر إلا الشعوب*. استغل عبد الناصر أجهزة إعلامه لتصوير النصر الذي سوف يتحقق علي يديه*. فوضع عصابة سوداء علي عقل وقلب كل مواطن عربي من المحيط للخليج*. وعندما وقعت الهزيمة لم يصدقوا ذلك*. لأنه في تصورهم لا يهزم*. لهذا فإن أعيان وكبار رجال الضفة الغربية والقدس من الفلسطينيين لم يهتموا بتنظيم أي دفاعات حقيقية عن مدينة القدس ولا تخزين ذخيرة وأسلحة وإعداد مستشفيات لاعتقادهم أن النصر قد تحقق بالفعل وما هي إلا لحظات حتي يدخل عبد الناصر تل أبيب منتصرا*. ولكنهم فوجئوا وهم يستمتعون بأناشيد النصر بأن القوات الإسرائيلية تطرق أبواب المدينة المقدسة*. وبهذا سقط كل شيء قبل أن تسقط القدس*.كان الجيش الأردني يخوض قتالاً* ضارياً* حقيقياً* ضد القوات الإسرائيلية المتقدمة*. يقول الملك حسين في كتابه عن حرب يونية* 56* (ستة أيام من الحرب لـ مشيل أورين*).*.. "كانت تلك الليلة كجهنم كانت مضيئة كالنار والسماء والأرض تتوهجان بأضواء الصواريخ وانفجارات القنابل المستمرة المنهمرة من الطائرات الإسرائيلية*".. كان الملك في ذلك الوقت يروح ويغدو تحت جنح الظلام وتحت الغارات بين مقر قيادته في عمان ومواقعه في الجبهة*.قاتلت القوات الأردنية في* "جنين*" قتالاً* عنيفا في مواقع دفاعية ضد تقدم القوات الإسرائيلية*. كان القتال صعباً* بعد أن سيطرت الطائرات الإسرائيلية تماماً* علي سماء المعركة*.أما علي محور القدس كانت القوات الإسرائيلية قد بدأت بالفعل في اكتساب مزيد من الأراضي والتقدم جنوب المدينة المقدسة*. وفي معركة يائسة من جانب القوات الأردنية استطاعت القوات الإسرائيلية أن تتقدم إلي منطقة* "النبي صموئيل*" في ضواحي القدس الشرقية بعد أن دمرت القوة المدرعة الأردنية التي كانت تدافع عن الموقع*. وفي الساعة الثالثة صباحاً* من اليوم الثاني للحرب كانت القوات الإسرائيلية في ضواحي القدس وأصبح بالتالي* "جبل المكبر*" تحت السيطرة اليهودية بالفعل بعد ساعات قليلة من الهجوم في اتجاه المدينة*.كان يحيط بالقدس الشرقية منطقة دفاعات محصنة عبارة عن شبكة من الخنادق والدشم وبعض حقول الألغام*. وبعض الحواجز الأسمنتية لإعاقة تقدم المدرعات*.كان الجنود الأردنيون في المنطقة يقاومون القوات الإسرائيلية بروح معنوية عالية*. وقد بدأت القوات الإسرائيلية التقدم للمرحلة التالية من الهجوم علي القدس علي ثلاثة محاور رئيسية*. قوة في اتجاه اكاديمية الشرطة الأردنية التي تحرس المشارف الجنوبية للمدينة قرب نقطة تفتيش التابعة للأمم المتحدة*. والقوة الإسرائيلية الثانية تتقدم نحو منطقة مستشفي* "فيكتوريا*". الذي* يقع علي الهضبة الكائنة في منتصف الطريق إلي الجبل* "المكبر*" وجبل* "الزيتون*". كان هدف القوات الإسرائيلية من السيطرة علي هذه المحاور هو تأمين المنطقة من أي هجوم أردني مضاد*. والمحور الثالث في اتجاه منطقة الإمركان كولوني عبر بوابة مندلبوم* وبالتالي تصبح القوات الإسرائيلية جاهزة لدخول مدينة القدس القديمة*. قال قائد قوة المظلات الإسرائيلية لجنوده وهم يستعدون للهجوم لاقتحام القدس*. قال لهم*: "القدس ليست مدينة مثل العريش فليكن الأمل الآن في التكفير عن خطيئة* 48* (أي فشلهم في احتلال القدس الشرقية في حرب* 48*) كان التوجيه دينيا أكثر من أن يكون توجيها عسكريا*" (حرب الستة أيام*) مشيل أورين*.. تحركت قوات المظلات الإسرائيلية متجهة إلي المدينة تحت النيران المساندة لهم من مدفعية الدبابات*. وبدأ الهجوم وصمدت القوات الأردنية في مواقعها* . وتحولت المنطقة إلي جهنم*. وأصيب الإسرائيليون بخسائر جسيمة عند اقتحامهم لشوارع المدينة*. يقول أحد المظليين الإسرائيليين عن هذه المعركة*. (لقد تحول الشارع فجـأة إلي مسلخ* "مذبحة*" إذا أصيب كل من حولي في ثوان ولما لم أكن خائفا من قبل* . كان ذلك التحول مروعاً* وفجأة شعرت بالخذلان واليأس* . ولهذا لم يصل إلي نهاية الشارع حيث القنصلية الإمريكية سوي نصف القوة* . لهذا أطلق الإسرائيليون علي هذا الشارع اسم زقاق الموت* "المصدر السابق*").. استطاعت القوات الإسرائيلية أن تحقق تقدماً* علي باقي المحاور خاصة محور المتجهة إلي سفح جبل* "المكبر*". ثم ما لبثوا أن استطاعوا أن يطوقوا المدينة القديمة ويعزلوها عن أريحا*. كان الأردنيون يقاومون ولكن قوة نيران القوات الإسرائيلية كان أكبر وأكثر تأثيراً*. وأصبحت القوات الإسرائيلية اعتبارا من الساعة من الصباح يوم* 6* يونيو علي استعداد للقفزة الأخيرة أي الوصول إلي قلب القدس والمناطق الإسلامية المقدسة* . نجحت القوات المدرعة الأردنية في صد هجوم مدرع إسرائيلي علي طريق رام الله القدس*. ولكن الإسرائيليين استطاعوا التقدم بعد تدمير المدرعات الأردنية وأصبح الطريق مفتوحاً* أمام القوات الإسرائيلية* . وأصبح الملك حسين في موقف حرج وحاول بكل ما أوتي من قوة أن يستصدر قرارا بوقف إطلاق النار لإنقاذ القدس في اللحظات الأخيرة* . كان الهجوم علي القدس يتم علي المحاور الثلاثة الساعة* 2*.10* من صباح يوم* 6* يونية*. وقد قاومت القوات الأردنية مقاومة شرسة لصد الهجوم وتوقف الهجوم الإسرائيلي*. وتكبدت القوات الإسرائيلية خسائر شديدة عند هجومها علي منطقة كلية الشرطة ونجحت القوات الأردنية رغم إمكانياتها الضعيفة من تدمير عدد من الدبابات الإسرائيلية*. ولكن المعركة انتهت بعد ساعة واحدة* 3*.10* قبل طلوع الفجر*. وقد اعترف الإسرائيليون بأن معركة أكاديمية الشرطة كانت باهظة الثمن*. بدأت قوات المظلات الإسرائيلية تتقدم للهجوم إلي القدس بتعزيزات من القوات المدرعة*. وقامت المدفعية الأردنية بالقصف علي القوات الإسرائيلية بعنف وإعاقة تقدمهم عندما كانوا يهاجمون علي ثلاثة محاور*. وزادت مقاومة الجيش الأردني وزادت نسبة خسائر الجيش الإسرائيلي ووصل القتال إلي مرحلة القتال المتلاحم بالقنابل اليدوية وعمليات القنص تحت صيحات* "الله أكبر*". كانت معركة تل الذخيرة* "هي أكثر المعارك دموية في التاريخ العربي الإسرائيلي*" كما يقول كتاب* "ستة أيام من الحرب*" لمؤلفه* "ميشيل أورين*" الصادر عن مطبعة أكسفورد وصادر باللغة العربية عن دار العكيبان*. نجح الإسرائيليون في احتلال* "تل الذخيرة*". تحركت قوات المظلات الإسرائيلية حسب الخطة إلي مدينة القدس القديمة*. استعدت المقاومة الأردنية والفلسطينية للدفاع عن مدينة القدس بالأسلحة الرشاشة وطواقم البازوكا قاذف صاروخي مضاد للدبابات مثل*: R.P*. G* * كذلك المدافع المضادة للدبابات*. كان الجيش الأردني في نهاية يوم* 6* يونية يواجه خطر الحصار والدمار في الضفة الغربية*. بدأ الهجوم الإسرائيلي النهائي علي القدس الساعة السابعة من صباح* 6* يونية*. ورغم أن هدف احتلال المدينة لم يكن مقررا في هذه الخطوة إلا أن إحدي الوحدات الإسرائيلية قد أخطأت طريقها عبر طريق* "وادي الجوز*" شرق المدينة*. ووجدت القوة الإسرائيلية نفسها فجأة أمام إحدي بوابات مدينة القدس القديمة وهي بوابة* "الأسود*" ووجهوا بمقاومة شديدة ونيران كثيفة من دافعين*.أما المحاور الأخري للهجوم فقد تعثرت في المقاومة ولم تحقق القوات الإسرائيلية خطتها وأعادت تجميع قواتها*.ظل الملك حسين ملك الأردن يقاتل من أجل وقف إطلاق النار وجري مراسلات بينه وبين عبد الناصر*. ولكن في نهاية هذا اليوم تلقي الملك حسين برقية في* غاية الخطورة من عبد الناصر نصها*:*.. "أخي الملك حسين*. لقد وجدنا أنفسنا وجهاً* لوجه مع أحرج اللحظات التي تواجهها الأمم أحيانا ويطلب منها التحمل والصبر*. نحن مدركون تماماً* لوضعك الصعب ففي هذه اللحظة بالذات جبهتنا تنهار كذلك فبالأمس تلقي سلاحنا الجوي ضربة مميتة من العدو*. ومنذئذ حرمت* قواتنا البرية من كل دعم جوي وأجبرت علي الصمود في وجه قوي عظمي وأظن أن خيارنا الوحيد الآن هو إخلاء الضفة الغربية للأردن الليلة*. والأمل في أن يصدر مجلس الأمن أمرا بوقف القتال*".. "المرجع نفسه*".لم يستطع الملك حسين أن يصدر أي أمر لقواته بالتراجع والانسحاب من الضفة الغربية قبل أن يستشير عبد الناصر خوفا من اتهام عبد الناصر له بالتخلي عن المعركة*. لهذا اضطر الملك حسين الموافقة علي الانسحاب من الضفة الغربية*. تقدمت القوات الإسرائيلية علي عدة محاور للسيطرة علي الضفة الغربية بعد أن أهملت القيادة الإسرائيلية طلباً* بوقف القتال*. واستولت القوات الإسرائيلية في اليوم الثاني من الحرب علي نابلس وقليقلة وبيت لحم والخليل واقتربت من مدينة القدس واحتلت وادي الأردن وأريحا*.في تطور سياسي ومحاولة يائسة من الملك حسين بالاحتفاظ بالضفة الغربية تحت ظل وقف إطلاق النار المنتظر من مجلس الأمم أصدر الملك أوامره للجيش الأردني بالعودة إلي الضفة والتمسك بها* . حاولت القوات الأردنية الموجودة في الضفة مقاومة القوات الإسرائيلية وقاتلت بعض الوحدات الأردنية قتالاً* عنيفاً* يائسا بعد أن انهارت معظم الوحدات الأردنية المقاتلة أمام التفوق الساحق للجيش الإسرائيلي*.أما في داخل القدس صمدت قوات أردنية محدودة وصممت علي المقاومة رغم انسحاب معظم القوات المدافعة عن المدينة لنفاذ الذخيرة وتدمير الأسلحة*. فوجئ أعيان القدس والمدن المحيطة بها بالقوات الإسرائيلية تستعد لدخول المدينة لأنهم كانوا يعتقدون أن عبد الناصر لن يهزم أبداً*. لهذا لم يهتموا بتنظيم الدفاع عن المدينة المقدسة ولا بتخزين الذخيرة والسلاح ولا حفر الخنادق*. وعندما شاهدوا نجمة داود ترفف فوق أبنية المدينة تأكدوا من الهزيمة*. وجهوا نداء إلي الملك حسين أن يعلن القدس مدينة مفتوحة لحماية مقدسات المسلمين والمسحيين*. كان الإسرائيليون مترددين في اقتحام المدينة المقدسة*. ولكن موسي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أستغل ظروف تراجع الجيش الأردني وعدم صدور قرار حاسم بوقف إطلاق النار*. وأمر باقتحام المدينة*.أمره باقتحام المدينة أعطي تعليمات مشددة وتحذيراً* صارماً* بعدم قصف قبة الصخرة*. أو المسجد الأقصي والمذبح المقدس*. لأن أي أضرار بها سوف تشعل أزمة دولية ثانية*.بدأ الاقتحام في الساعة السادسة من صباح اليوم الثالث* 7* يونيو فتحت المدفعية الإسرائيلية نيرانها علي الحي المسلم في القدس*. وبدأ هجوم جوي مكثف من جميع الجهات*. وتقدمت قوات المظلات الإسرائيلية تحت قصف مكثف*. استولوا علي الفندق الدولي المقام علي جبل الزيتون المطل علي القدس واستولوا علي المنطقة* " أبوديس*" وبذلك أصبحت المدينة في قبضتهم*. استولوا بعد ذلك علي حديقة* "جيشميين*" حيث اعتقل السيد المسيح* . أصبحت أبواب المدينة المقدسة أمامهم خاصة بوابتها الشهيرة التي شيدها السلطان المملوكي بيبرس*. أصبحت القوات الإسرائيلية تحتل المرتفعات المطلة علي المدينة القديمة*. وأعلن قائد القوة الإسرائيلية رسالة إلي قادة وحداته* "سوف نكون أول من دخل مدينة القدس القديمة التي مازلنا نحلم بها ونقاتل من أجلها من أجيال الأمة اليهودية بانتظار انتصاركم وإسرائيل تنتظر هذه الساعة التاريخية فاتخذوا*. خطا سعيدا*" "المصدر نفسه*".. يصف المؤرخ البريطاني الشهير أدجار أوبلانس هذه اللحظات في كتابه الحرب الثالثة*: وفي الساعة* 1930* الساعة السابعة والنصف،* بدأ الهجوم الإسرائيلي ضد القدس القديمة وتحركت كتيبة دبابات الشيرمان علي طريق أريحا وهي تطلق نيران مدافعها،* يتبعها المظليون في مركبات نصف مجنزرة وسيارات جيب،* والهاون يصب علي المدينة القديمة والمدافع* غير المرتدة تهوي ضد النقاط الدفاعية*. ويبدو باب الأسباط وكأنه قلعة*.وبمجرد دخول المدينة القديمة وجد الإسرائيليون أنفسهم في وسط شبكة من الشوارع والحواري الضيقة بعضها محفور في الصخر*. واندفعت ثلاث وحدات في ثلاثة اتجاهات عامة* . ففي الشمال،* بعد أن اضطر الإسرائيليون للتوقف أمام نيران بعض القناصة من برج عال،* في الزاوية الشمالية الشرقية،* تقدمت كتيبة إلي حي* "النصاري*" لتصل باب* "العامود*"،* في السور الشمالي،* وبعد ذلك الباب الجديد في الطرف الشمالي الغربي*. وتحركت الكتيبة الثانية مظلات شرقا عبر الوسط لتصل باب الخليل في الجانب الغربي*. وتحركت الوحدة الأخري جنوباً* إلي المسجد الأقصي،* فإلي حائط المبكي الذي وصلته في الساعة* 10*.15،* قبل أن تتقدم إلي حي اليهود لتصل منطقة جبل صهيون في أقصي نقطة في الجنوب*.وفتح باب الأسباط بقذيفة من دبابة شيرمان*. واندفعت بعد ذلك الدبابات المتقدمة من البوابة*. واتجه قائد اللواء بعد ذلك إلي اليسار،* أي جنوباً،* نحو منطقة قبة الصخرة*. وهي النقطة المشرفة في جنوب شرق المدينة القديمة*. وترجل الجنود الإسرائيليون من سيارتهم واندفعوا من باب* "الأسباط*". وأطلق جنود أردنيون،* كانوا في مركز عسكري وراء مسجد الأقصي،* النار علي إسرائيليين الذين كانوا يتقدمون علي أقدامهم علي الطريق،* التي يبلغ* طولها حوالي* 150* ياردة،* وتحيط بها أشجار الزيتون والصنوبر،* وتؤدي إلي قبة الصخرة*.وفي الساعة* "8*.30* صباحاً*"10*.30،* قابل المحافظ العربي لمدينة القدس ومعه رجال الدين قائد اللواء الإسرائيلي*. وقال المحافظ العربي بأنه لن يكون هناك مزيد من المقاومة وأن آخر جندي أردني قد* غادر المدينة*. وتوقفت المقاومة فجأة،* إلا بعض أعمال القناصة الفردية*. وانتشر الجنود الإسرائيليون لاحتلال المدينة القديمة بالفعل وتفتيشها*. وقد قتل وجرح عدد من السكان خلال القتال*. وأطلق الإسرائيليون قذيفة بازوكا لنسف باب المسجد الأقصي،* وسببت شظايا القنابل بعض الدمار في السقف،* وحدث قتال في فناء المسجد بين المظليين الإسرائيليين والجنود الأردنيين،* وتعرض مكان آخر من الأمكنة المقدسة لبعض الدمار وهو سقف دير البندكتين*. ومن محور آخر في الساعة* 9*.45* صباح يوم* 7* يونية دمرت الدبابات الإسرائيلية بوابة ليونز* "الأسود*". ثم اندفعت قوة من الإسرائيليين بعربة مدرعة نصف مجزرة وبدأ الهجوم علي منطقة المسجد الأقصي وقبة الصخرة*. أطلق الأردنيون نيران بنادقهم من الأسوار وأسطح المنازل حول أسوار المسجد الأقصي ولأن الهجوم كان كثيفا فقد اجتازوا البوابة تساندهم الدبابات واتجهت قوات الاسرائيلية أخري لتحتل بوابة* "دمشق*" في الحي المسلم*. وبوابة* "يافا*" في الحي المسيحي*. وفي الوقت نفسه تسلقت قوة من الجيش الإسرائيلي جبل صهيون علي الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة*. التي فشلت القوات اليهودية في اختراقها عام* 1948* . ودخلت القوة الإسرائيلية أحد أحياء المدينة فوجدوا بعض السكان قد رفعوا رايات بيضاء طلباً* للاستسلام*. اقتحام المسجد الأقصي*: دخلت قوة المظلات الإسرائيلية إلي الساحة المحاطة بالأشجار الغارقة في السكون،* المعروفة عند المسلمين بالحرم الشريف،* وعند اليهود بجبل الهيكل* "هاربابايتذ بالعبرية*" كان هذا الموقع* - الحرم والهيكل* - حيث قُيد إسماعيل وعرج محمد منه إلي السماء،* كما يعتقد* - مكاناً* مقـدسا بلا منـازع،* عند الملاييـن*. وصف ضابط المخابرات تلك اللحظة كما يلي*: "يصل المرء إلي هناك علي متن نصف مجنزرة بعد يومين من القتال،* ومازالت الطلقات تملأ الأجواء،* ثم فجأة يدخل إلي تلك الفسحة المفتوحة الواسعة التي كان يراها الجميع في الصور،* وعلي الرغم من أنني لست متديناً،* لا أظن أحد دخلها دون أن تغمره العواطف*. لقد حدث شيء خاص*". وبعد مناوشة قصيرة مع* "مجموعة من الجنود*" الأردنيين،* تحدث قائد قوة المظلات المهاجمة لاسلكيا مع قائده بكلمات ثلاث* "بالعبرية*" وسبع* "بالإنجليزية*" ستظل تتردد عقوداُ* قادمة*: "هارباً* باييت بيادينو*" - بالعبرية؛ جبل الهيكل بايدينا* - بالعربية* The Temple mount is in our hands*.استقبل القائد الإسرائيلي وفداً* من أعيان المدينة عرضوا عليه استسلام المدينة،* وتسليمه الأسلحة التي كانت قد جمعت في المساجد*. ولدهشتهم أطلق الجنرال سراحهم وسمح لهم بالعودة إلي بيوتهم*. ولكنه،* ولا أي احد من هيئته،* كان يعرف كيف يصل إلي السور الشرقي،* فاضطر إلي سؤال رجل عجوز ليرشده*. فأرشده ذلك العجوز عبر بوابة المغاربة ليخرج من جنوب السور تماماً*. عندما نزل القائد الإسرائيلي،* تجمع الرجال من لواء القدس ولواء المظليين أمام* الجدار* "حائط المبكي فيما بعد*" وفد* غمرتهم النشوة* غير آبهين بنيران القناصة التي كانت تطلق عليه*. أما الحبر جورين حاخام الجيش الإسرائيلي الذي رافعه قوة الهجوم علي القدس في عربة مدرعة خاصة*. فقد انفلت من الجنود الثلاثة المكلفين بحراسته،* وهرع راكضاً* مباشرة إلي الجدار،* وصلي صلاة* "المشيع*" "صلاة يهودية مثل صلاة الشكر عند المسلمين*"،* ونفخ في بوقه* "حسب التقاليد اليهودية*"،* ثم أعلن قائلاُ*: "أنا،* الجنرال شلمو جورين رئيس أحبار جيش الدفاع الإسرائيلي،* قد جئت إلي هذا المكان كيلا أبرحه ثانية أبداً*". واندفع الجنود المحتشدون في مساحة ضيقة بين الحجارة والمساكن الآيلة للسقوط* من حي المغاربة ينشدون أناشيد عفوية وصلوات،* ومن فوق رؤوسهم ترفرف نجمة داوود*. "مشيل أورين* ستة أيام من الحرب*". لم يضع إشكول رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت وقتاً* في وضع الأماكن المقدسة تحت رعاية السلطات الدينية ذات العلاقة* - أحبار،* ورجال دين مسلمين،* الكنيسة الكاثوليكية*. وكان قصده أن يزور بنفسه المدينة القديمة،* ولكن الجيش نصحه ألا يفعل بسبب استمرار نيران القناصة*. قام ديان بصحبة رابين رئيس أركان وقائد القوة الإسرائيلية بزيارة إلي جبل الهيكل في موكب مشي ديان،* فيه مشية المنتصر طالباً* التقاط صور فوتوغرافية لذلك الموكب*. وهناك اقترح علي قائد القوة هدم ذلك الجزء من أسوار المدينة القديمة* - كممارسة قديمة ترمز إلي الفتح والاحتلال*. وكان لدي الحبر* "حاخام الجيش الإسرائيلي*" فكرة،* وهي*: إزالة جميع المساجد* "المسجد الأقصي وقبة الصخرة*" بما هو متوافر لدي جيش الدفاع الإسرائيلي من متفجرات تمهيداً* للعهد اليهودي الوشيك*. أهمل القائد الإسرائيلي الاقتراح*. إذا كان اهتمامه منصباً* علي حفظ النظام وتحقيق الأمن اللازمين لتوطيد الحكم الإسرائيلي للمدينة*. كتب قائلاً*: "لقد هيمنت علي فكرة أن قدري هو أن أكون وسيلة لتحقيق تلك المهمة*". انتهت عملية سقوط القدس عام* 1967* ومازلنا في زمن هذا السقوط*..لقد كتب الملك حسين عن هذه الأحداث ولكن كتابه منع من مصر ومن كل الدول العربية*.. إننا أمام حقائق مذهلة تجعلنا نراجع مواقفنا التاريخية لأن الشعوب العربية حرمت من معرفة الحقيقة*. وتم صناعة تاريخ كاذب صدقته الشعوب*. إن سقوط القدس يتكرر الآن*. إننا الآن نواجه نفس الموقف بصورة أخري واستعادة التاريخ الصحيح قد يوقظنا*. وقد نتعلم منه وللأسف*. لا أعتقد ذلك*. كانت لحظة دخول القوات الإسرائيلية الحرم القدسي لحظة تاريخية مؤلمة شديدة المرارة*. فقد سمعت الإذاعة الإسرائيلية وهي تذيع احتفال قوات الجيش الإسرائيلي لحظة دخولهم المسجد الأقصي*. وسمعت هتافاتهم بأذني من راديو ترانزستور صغير كنت أحمله معي*. سمعت بنفسي هتافات ضباط وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي وهم يهتفون*. "محمد مات خلف بنات*" يقصدون الرسول* "محمد عليه الصلاة والسلام* " وأن دخولهم القدس يعني موته*. وانه خلف* "أنجب*" بنات* " أي نساء*" ولم ينجب رجالاً*. مع الاعتذار للبنات والنساء* .. يكفي أن يعلم القارئ العزيز أنني سمعت ذلك صباح يوم* 7* يونية وأنا في سيناء ضمن القوات المصرية التي كانت تتعرض لمأساة كبري*. | |
|